تغذية الطفل فى الشهور الأولى

تغذية الطفل فى الشهور الأولى

تغذية الطفل والرضاعة الطبيعية:

موضوع الرضاعة الطبيعية و تغذية الطفل أمر هام لكل أم، ومسئولية يجب أن تقوم بها مهما كانت التزاماتها أو واجباتها قد تعوقها عن أداء هذه المهمة، ونتفق جميعا على أن لبن الأم هو الغذاء الأمثل في الأشهر الأولى من ولادة الطفل.

ويعتبر العامل الرئيسي الذي يساعده خلال هذه الفترة من عمره،  حيث ينمو الطفل بسرعة كبيرة خلال هذه الفترة من وهو ما يجعله في حاجة إلى التغذية الجيدة والوقاية من العدوى والأمراض. واللبن الذي يحصل عليه الرضيع من ثدى الام يناسب جهازه الهضمي تماما، فهو يحتوى بالتمام على المقادير المناسبة من كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل الرضيع .. وبجانب ذلك فهو يحتوى على أجسام مضادة خاصة بمقاومة الامراض وهذه الاجسام  لا يمكن توفرها في أي نوع من أنواع الرضاعة الصناعية .

كما ان لبن الام يصل مباشرة من الام ( المصنع ) الى فم الطفل ( المستهلك ) دون أن تلمسه يد، ودون أن تكون هناك فرصة لتلوثه بأي نوع من الملوثات، كما انه يصل في درجة حرارة مناسبة جدا، لا هو ساخن ولا هوبارد ..

الرضاعة الطبيعية والتغذية الصحية للطفل

الرضاعة الطبيعية ومقاومة الأمراض:

أثبتت كافة الدراسات العلمية بصورة قاطعة أن الطفل الذي يرضع من لبن الام نادرا ما يصاب بالحساسية، بل ونادراً ما يصاب بالنزلة المعوية، بينما نجد انتشار الحساسية والنزلات المعوية عند استعمال الرضاعة الصناعية. كما أن نسبة الوفيات فى الاطفال الذين يرضعون صناعياً خمسة اضعاف وفيات الأطفال الذين يرضعون طبيعياً.

معدلات الرضاعة الطبيعية اللازمة للطفل الرضيع:

أفضل طريقة للرضاعة هي إرضاع الطفل حسب حاجته دون إجباره على الرضاعة بدافع الخوف عليه، تغذية الطفل أو الرغبة في نموه سريعا، ويرضع الطفل من 8 إلى 12 مرة خلال 24 اليوم الواحد، وفى نهاية الشهر الرابع يصبح وزنه ضعف وزنه عند الولادة، بينما يصل إلى الثلاث أضعاف في نهاية السنة الأولى، وعموماً يجب أن يتم وزن الطفل أسبوعياً خاصة في أول شهرين من بعد الولادة، وذلك  للإطمئنان على معدل النمو الطبيعي في الوزن.

مراحل تشكيل لبن الأم أثناء الرضاعة الطبيعية:

يوجد مراحل يمر بها لبن الام حتى يصل الى صوره النهائية بعد عدة اسابيع من الولادة لتتناسب مكوناته مع المرحلة التي يمر بها عمر الطفل واحتياجاته واهم هذه المراحل هي:

لبن المسمار (السرسوب): ويتميز بلونه الأصفر والخفيف، ويستمر نزوله من يومين الى اربعة أيام بعد الولادة وهو يحتوى على بروتين عال وغنى جدا بالاجسام المناعية التى تعطى مناعة للمولود ضد

مراحل تشكيل لبن الأم أثناء الرضاعة الطبيعية.

الكثير من الأمراض، وعلى الرغم من أن كمية لبن الأم تكون قليله إلا انه يكفى احتياجات المولود ولا يحتاج الرضيع معه لأي سوائل أخرى مساعدة  . ويجب ان نلاحظ ان الطفل يولد بمخزون غذائى يكفيه لمدة ثلاثة ايام من ولادته إلى جانب لبن المسمار.

اللبن الكمال (الناضج): يبدأ نزوله من ثاني إلى رابع يوم بعد الولادة وهويحتوى على نسبة كبيرة جداً من المياه والبروتينات والدهون والفيتامينات ولأنه يحتوى على نسبة كبيرة من المياه فالمولود الذي يرضع طبيعياً لا يحتاج إلى شرب المياه ولبن الأم في هذه الفترة يكفى جميع احتياجات الطفل الغذائية حتى الستة شهور الاولى من عمره وثلاثة ارباع احتياجه فى الستة شهور التالية. وفى بداية كل مرة رضاعة يكون خفيفاٌ لارتفاع نسبة المياه به ثم يزداد كثافة قرب نهاية الرضعة لاحتوائه على دهون هامة لنمو الطفل لذلك من المهم ان يفرغ الطفل الثديين على الاقل في كل مرة رضاعة.

وبعد أن ذكرت لكم القليل جدا من فوائد وأهمية الرضاعة الطبيعية، وما تمثله هذه الرضاعة من أمان كامل ووقاية فائقة للطفل من كافة النواحي، أدعو كل أم أن تكون حريصة على أن يشبع طفلها من صدرها هي، ولا تحرمه منها مهما كانت المسئوليات أو الأعباء.